يعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا وتدميرًا في جميع أنحاء العالم. في معظم الحالات، ينشأ هذا السرطان من الأنابيب الهوائية الموجودة في الرئتين والتي تسمى القصبات الهوائية أو من الأكياس الهوائية الموجودة في الرئتين والتي تسمى الحويصلات الهوائية. يبدأ سرطان الرئة أولاً في الرئتين نفسها ثم ينتشر إلى المناطق المجاورة مثل العقد الليمفاوية. مما لا شك فيه أن التدخين هو السبب في معظم حالات سرطان الرئة. دخان السجائر مليء بالمواد المسرطنة، كما أن اتصال دخان السجائر مع الخلايا المبطنة للممرات الهوائية والأكياس الهوائية بشكل مزمن على مر السنين يسبب هذا السرطان.

 

علامات:

وللأسف فإن أعراض سرطان الرئة تكون صامتة في المراحل المبكرة، وعادة لا يذهب الشخص المصاب إلى الطبيب لأنه لا يعاني من أي أعراض محددة. تظهر الأعراض عادةً بعد تقدم المرض، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

 

السعال المستمر: السعال المستمر أو المتفاقم الذي يستمر لعدة أسابيع.

ضيق التنفس: صعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس، حتى مع أقل جهد.

ألم في الصدر: ألم في الصدر غير مبرر قد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال أو الضحك.

التعب: التعب والضعف غير المبرر.

فقدان الوزن غير المقصود: فقدان الوزن بشكل كبير وغير مبرر.

تغيرات في الصوت: بحة في الصوت أو تغير ملحوظ في الصوت.

التهابات الجهاز التنفسي: التهابات الجهاز التنفسي المتكررة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي.

سعال دم: سعال دم أو بلغم مدمى.

 

أنواع سرطان الرئة:

سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (NSCLC): هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الرئة، ويمثل 80-85٪ من الحالات. سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة ليس غازيًا، ولا يغزو الأنسجة المحيطة ولا يتطلب علاجًا فوريًا ويتضمن أنواعًا فرعية مثل السرطان الغدي وسرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الخلايا الكبيرة.

سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (SCLC): هذا النوع من سرطان الرئة أقل شيوعًا، ولكنه عدواني للغاية وينمو وينتشر بسرعة.

تشخيص سرطان الرئة

في حالة الاشتباه بسرطان الرئة، بعد أخذ مواصفات حالة المریض والفحص، يستخدم الأطباء طرقًا مختلفة للتشخيص. قد تحدد طرق التصوير بالأشعة مثل الأشعة للصدر والأشعة المقطعية وجود كتل سرطانية.

 

ومع ذلك، ينبغي إجراء التشخيص النهائي لسرطان الرئة بمساعدة خزعة من أنسجة الرئة أو الغدد الليمفاوية المجاورة للرئة وفحص الأنسجة ذات الصلة من قبل أخصائي علم الأمراض.

طرق العلاج:

الجراحة:طریقة مناسبة لعلاج سرطان الرئة في المراحل المبكرة، وتتضمن الجراحة إزالة الورم والأنسجة المحيطة به. وقد يتضمن أيضًا إزالة العقد الليمفاوية القريبة للتحقق من أي انتشار محتمل.

العلاج الكيميائي: يستخدم هذا العلاج أدوية قوية لقتل الخلايا السرطانية أو وقف نموها. اعتمادًا على مرحلة ونوع سرطان الرئة، يمكن وصفه قبل الجراحة أو بعدها.

العلاج الإشعاعي: يتم توجيه أشعة عالية الطاقة إلى الخلايا السرطانية لقتلها أو منع نموها. ويمكن استخدامه كعلاج أولي أو بجانب الجراحة أو العلاج الكيميائي.

العلاج الموجه: يستهدف هذا العلاج على وجه التحديد التغيرات الجينية داخل الخلايا السرطانية ويمنع نموها وانتشارها. وغالبًا ما يكون فعالًا لأنواع معينة من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة.

العلاج المناعي: يعمل هذا العلاج على تقوية جهاز المناعة في الجسم للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. لقد أظهر نتائج واعدة في علاج سرطان الرئة المتقدم ويمكن استخدامه بمفرده أو مع علاجات أخرى.

الرعاية التلطيفية: في المراحل المتقدمة أو عندما يكون العلاج غير ممكن، تركز الرعاية التلطيفية على تخفيف الأعراض، وتحسين نوعية الحياة، وتوفير الدعم العاطفي.

الوقاية والكشف المبكر

تجنب التدخين: الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من سرطان الرئة هي منع التدخين وتجنب التعرض للتدخين السلبي

السلامة المهنية: إذا كنت تعمل في بيئات يشيع فيها التعرض للمواد الضارة مثل الأسبستوس أو أبخرة الديزل أو المواد الكيميائية، فيجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة واتباع تعليمات السلامة.

فحص سرطان الرئة: الاكتشاف المبكر من خلال الفحص مهم جدًا لتحسين التشخيص. يوصى بإجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب بجرعة منخفضة (LDCT) للأشخاص المعرضين للخطر، وخاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 55 إلى 80 عامًا والذين لديهم تاريخ من التدخين بشكل كبير.

خاتمة:

يمثل سرطان الرئة تحديًا صحيًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم، حيث يؤثر على المدخنين وغير المدخنين على حد سواء. يمكن أن يساعد التعرف على الأعراض وفهم العلاجات المتاحة في التشخيص المبكر وتحسين النتائج. إن الإقلاع عن التدخين واتخاذ التدابير الوقائية ومراجعة الطبيب للأعراض المرتبطة به هي إجراءات حيوية للحد من تأثير هذا المرض. ومع البحث المستمر والتقدم في العلاج، هناك أمل في تحقيق نتائج أفضل وتحسين نوعية الحياة لمرضى سرطان الرئة.